( Au Lecteur ) إلى القـارئ

الحمق والضلال والإثم والشّح
تحتل نفوسنا وتجهد جسومنا
ونحن نغذي الندم فينا
كما يغذي المتسول الطفيليات التي تتغذى من دمه
آثامنا عنيدة وندمنا جبان
ونحن ندفع غالياً ثمن اعترافاتنا
ونخوض طريق الوحل مغتبطين
ونعتقد أننا بالدموع ندفعُ ثمن أخطائنا
وعلى وسادة الشر يهدهدُ الشيطانُ روحنا المسحورة
ويجتثُ من نفوسنا معدنَ الإرادة النفيس
ويمسكُ بالخيوط التي تحركنا نحو ما يُعاف
من المغريات. وفي كل يومٍ نهبط
لنقترف خطوةً من جهنمَ دون أن نتقزز
عبر ظلماتٍ نتنة
وكالفاسق المسكين الذي يلثمُ ويلتهم
النهد المعذبَ لعاهرةٍ محترفة
تختلسُ المتع الخفيةَ ونحنُ نعبرُ الحياة
ونعتصرها عصرَ برتقالةٍ ذابلة
وتعربدُ بأدمغتنا حشود الشياطين
كالملاين من الديدان المتراصّة
وعندما نستنشقُ الهواءَ يتسلل الموتُ إلى صدورنا
كنهرٍ خفيّ يطلقُ أنّاته المجنونةَ
فإذا كان الاغتصابُ و السمُّ والحرائقَ
و الخنجر لم تنسج بعدُ شبكةَ مصائرنا
برسومها المستحبةُ المثيرة
فلأننا وا أسفاه لم نبلغ من الجرأةِ ما يكفي
وبين كل الفهودِ والعقاربِ والسعادين وبناتِ آوى
والعقبان والأفاعي و الكلاب
وكل الوحوش التي تزمجر وتدمدمُ وتزحف
داخل نفوسنا الآسنة الوضيعة
هنالك واحدٌ هوَ أشدّها دمامةً وخبثاً ونجاسة
وهو, وإن كان قليل الحراك ضعيفَ الصوت
مستعدٌ بجولةٍ واحدة أن يصنع من الأرضِ أنقاضاً
وبتثاؤبه واحدة أن يبتلع العالم
أنه الضجر الذي يحلمُ بالمشنقة وهو يدخنُ نرجيلته
وفي عينيه تلتمعُ دمعةٌ لا إرادية
أنتَ تعرفُ أيها القارئُ , هذا الغولَ الناعم
أيها القارئ المرائي – يا شبيهي – يا أخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *