الشاعر الإنجليزي الفرد لورد تنيسون

الشاعر الإنجليزي الفرد لورد تنيسون
نشرت في مجلة “الأديب” البيروتية عدد تشرين الثاني 1949، الجزء الحادي عشر، السنة الثامنة
يقول تنيسون: “كتبت هذه القطعة في دير تنترن عندما أخذت الغابات تصفر بقدوم الخريف وتتراءى بلونها الشاحب من خلال النوافذ الخربة. والشيء الذي كنت أحس به دائماً وأشعر به حتى منذ أن كنت ولداً صغيراً هو ما كنت، وأنا ولد أدعوه (حب الماضي والتعلق به) وهكذا هي الحال معي الآن، فما يفتنني ويروعني هو المــدى فــي
المنظر الطبيعي، والصورة، والماضي، وليس الحاضر المباشر الذي فيه أتحرك وأعيش
عودة
(1809-1892)
الدموع
الدموع، تلك الدموع المتثاقلة الكسول
لست أدري أي شيء تعني
دموع من غور يأسٍ الهيّ مقدّس
إلى القلب تتصاعد وفي العيون تتجمع
اذ أجيلُ النظر في حقول الخريف السعيدة
وأفكر في الأيام التي مضت ولن تعود
غضّة نضيرة كأول شعاع يسطع لألاءً
على شراع يطلع علينا بالأحباب
من المياه وراء الأفق
ومكتئبة حزينة كآخر شعاع يحمرّ فوق شراع
يغرق ويهوي بمن نحب إلى ما وراء الشفا
هكذا هي مكتئبةٌ حزينة وغضة نضيرة
تلك الأيام التي مضت ولن تعود
آه حزينة وغريبة كالصدحة المبكرة
وقت الفجر المعتّم في أيام الصيف
تلقيها الطيور نصف المستيقظة
في الآذان المتثاقلة المحتضرة
اذ ما تتسع النافذة المعتمة
تدريجيا في وميضها وبريقها
ازاء العيون المثقلة بالنوم حتى الموت
هكذا هي حزينة وغريبة
تلك الأيام التي مضت ولن تعود
عزيزةٌ غالية كالقبل التي نتذكرها
بعد موت الحبيب
وحلوةٌ عذبة كتلك التي يتصورها
ويتخيلها الوهم القانط
على الشفاه التي لا نملك
وعميقةٌ كالمحبّة ، عميقةٌ كأول محبّة
وهائلة الغرابة بكل ما فيها من ندم وحسرة
آه ، أيها الموت في الحياة
أنتِ أيتها الأيامُ التي مضت ولن تعود

ترجمة: توفيق اليازجي
نص الدموع
تتمشّى في جمالٍ ، مثـلَ ليلِ
سَمواتٍ تتلألأ فيها النجوم
وتَنـقشع عنها الغيوم
وأحسنُ ما في الظّلام وما في الإشراق
يلتقي كلّه في طلعتها وفي عينيها
لذا يَيْنَعُ إلى ذلك الضِّياءِ
الذي حرَمتْ السّماءُ النهارَ المُبَهْرَجَ منه
ظِلّ ٌ واحد أكثرُ ، وشعاعٌ واحد أقلّ ُ
أضعفا التألّقَ غيرَ المسمّى
الذي يتموّج في كلّ خُصلةٍ غُرابيّةٍ سوداءَ
إلى نصفه
أو يتألّـقُ برقَّةٍ فـوقَ مُحَيّاها
حيث تُفصِحُ أفكارٌ بعُذوبةٍ رائقة
كمْ هو نقيّ، كمْ هو غالٍ موقعُها
وعلى تلك الوجنةِ، وفوق ذاك الجَّبين
ناعمةٌ جدّاً، هادئةٌ جدّا، بلْ وذكيّةٌ
البسَماتُ التي تنتصر، والتّظاليلُ التي تتوهَّجُ
ولكنْ تُخبِرُ عن أيام انقضتْ في هناء
فِكرٌ هادئ مع كلِّ شيء دونَـه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *